Wednesday, March 30, 2011

الأغذية المعدلة وراثيا...وأثرها على البيئة, الفوائد والمضار

الأغذية المعدلة وراثيا...وأثرها على البيئة, الفوائد والمضار
 
التلوث الجينى (الأغذية المعدلة وراثيا أو المتعدية الجينات[الصفات الوراثية]؛ Transgenic Food)

تجرى اختبارات بأعداد كبيرة عبر العالم كله على الكائنات المتعدية الجينات، النباتية

والحيوانية والمتناهية الصغر والبشر؛ وهناك نسبة ذات وزن من هذه الاختبارات دخلت مرحلة

الإنتاج الصناعي الكبير الحجم من اجل التوزيع التجارى.

ما هى الكائنات المتعدية الجينات[الصفات الوراثية] (GMOs)؟

أنها النباتات، والحيوانات، والكائنات الدقيقة، والبشر الذين يحملون جينات (صفات

وراثية) من أنواع وفصائل أخرى؛ على سبيل المثال نباتات تحمل جينات (صفات وراثية)

من حيوان أو إنسان أو كائنات مجهرية، والعكس صحيح. على هذا المنوال، يتم خرق

أنظمة التناسل والارتقاء الدينامكية للحياة. لم تعد الحدود السابقة قائمة، حيث كان من

الممكن فقط التهجين بين نفس الأنواع.

يستخدمون، فى إنتاج هذه الكائنات المعدلة وراثيا، طريقة الـ bombardment [إطلاق

القذائف]، وهى مقذوفات الجزيئات الميكروسكوبية من الذهب أو التنجستن المغطاة بمادة

الحمض النووي DNA [أي الصفة الوراثية المطلوب إدخالها] فى الخلايا الجنينية أو

الأجنة. هناك طريقة أخرى تستخدم ناقلات بيولوجية كالفيروسات أو البكتيريا (لتحمل

الصفات الوراثية الجديدة) لحقن الجينات داخل الخلايا الجنينية أو الأجنة من خلال

كروموسوم اصطناعى، أو حتى تخليق حمض نووى تركيبى synthetic DNA.


الأطعمة المتعدية وراثيا:

عالميا، يزرع 37 مليون هكتار بالمحاصيل المتعدية وراثيا، مقارنة بمساحة الأرض

المزروعة فى العالم والتي تبلغ 1400 مليون هكتار؛ فيصبح لدينا بذلك نسبة 2.6% من

المساحة الكلية تنتج كميات من الطعام الذى لم يرخص باستخدامه بعد.

المنتجات المتعدية وراثيا هى خامات أساسية للعديد من أصناف الطعام، أغلبيتها

مصنعة. ولا توجد على أغلفة الأغذية المعبأة أى بيانات واضحة عن أنها أغذية متعدية

الجينات، ولا يخضع استيراد وتصدير هذه الأغذية لأي لوائح أو قوانين تنظمه.

المخاطر

· أثرها على الصحة: بالنسبة لصحة الإنسان الخطر الرئيس هو أن الأغذية المعدلة

وراثيا تصبح ناقلة لجينات متعدية حملتها من أنواع غريبة عنها، تتوفر لها فرصة الانتقال

إلى والاندماج مع الخلايا البشرية. هذا الاحتمال على قدر كبير من الحدوث، حيث أنهم فى

إنتاج الأغذية المعدلة وراثيا يستخدمون جينات محصنة، أى مقاومة للمضادات

الحيوية. مثال: الذرة التى تنتجها شركة "نوفارتيس" تستخدم البنيسللين G الذى هو دواء

لم يعد مستخدما فى الوقت الحاضر وقادر على إنتاج إنزيمات البنيسللييز penicilaze

الذى يقوم بتكسير البنيسللين. فى حالة الطماطم التى تنتجها "كالجين"، يستخدمون

الجينات المقاومة لأدوية "الكانامايسين" و "الجيومايسين". القطن الذى تنتجه "مونسانتو"

مقاوم "للاستربتومايسين" الذى يستخدم طبيا بشكل واسع. حديثا قررت اللجنة العلمية

للاتحاد الاوروبى أن الألبان واللحوم المنتجة بواسطة هرمون النمو الخاص

بالأبقار Bovine Growth Hormone (Bovine Somatotrophin) لديها

تأثيرات سرطانية، وبشكل خاص سرطانات البروستاتا والثدى. وقد وجد أن استهلاك فول

الصويا من إنتاج شركة "مونسانتو" من النوع "دائم الجاهزية Round-Up Ready "

المتعدى الجينات، المعالج بمبيدات العشب الملازمة - Round-up (glyphosate)،

ذو اثر يسبب أن مادة الجلايفوسفات تتسبب فى إفراز هرمون الفايتو-

استروجن phyto-estrogens الذى يسبب اضطرابات جسيمة فى الوظائف التناسلية؛

ويتسبب فول الصويا المتعدى الجينات فى مشاكل الحساسية.

· أثرها على الاقتصاد الفلاحى: الأغذية المعدلة وراثيا تعنى خسارة الفلاح لإدارته

الذاتية لموارده، واعتمادية اكبر على الشركات الضخمة متعدية الجنسية، من الناحيتين الفنية

والاقتصادية. والدليل على ذلك هو أن الشركات الضخمة التى تروج لنوعيات تلك الأغذية

تطالب الفلاح بعمل عقد معه يتضمن: التزام الفلاح بشراء كل مدخلات العملية الإنتاجية

بجانب شراؤه للبذور منها. يضاف إلى ذلك توقيع عقوبات على الفلاح إذا ما سلف جاره

جزءا من هذه البذور، وتحمل الفلاح المسئولية عن المخاطر البيئية الممكنة الحدوث التى

يتضمنها استخدام البذور المعدلة وراثيا. أكثر الآثار أهمية على الاقتصاد الفلاحى وعلى

الإنتاج القومى هى ما يتعلق بالتلاعب الذى يتم الآن فى الجينات لتحل بدلا من المواد الخام

التى تحتاجها الدول الصناعية من العالم الثالث. فى هذا المجال نروى هذه الحالات:

o أنتجت التكنولوجيا مادة سكرية تدمج فى النبات تسمى “ثاوماتينا “، يمكنها أن

تزيح قصب السكر من مكانه بما يعنيه ذلك من آثار سلبية على الاقتصاديات التى تعتمد

على هذا المحصول.

o أنتجت شركة "كالجين" مركب بديل لزبدة الكاكاو فى "كولزا"، وهو محصول

المناطق المعتدلة المناخ. هذا المنتج يمكنه إزاحة آلاف من فلاحى العالم الثالث ومزارعيه

من الأسواق، ويؤدى إلى انهيار اقتصاد دول شتى تعتمد على تصدير نبات الكاكاو.

· الآثار على البيئة: النباتات المتعدية الجينات لديها جينات غريبة عنها قد تسبب

تلوثا وراثيا. ولكن الأكثر من ذلك، حيث أنها مسألة نباتات لديها مناعة ضد مبيدات

الأعشاب، سوف يكون ذلك وبالا كامنا تصعب السيطرة عليه. ولهذا السبب، نستطيع التوقع

أن النباتات المتعدية الجينات سوف تكون الغالبة والسائدة على النباتات التقليدية؛ وأنها

تستطيع أن تنشأ بنفسها فى الحياة النباتية البرية، مبدلة من التوازن الطبيعى

للبيئة. وتستطيع أن تنقل جيناتها أفقيا لكائنات اخرى محولة إياها إلى مسببات أوبئة

محتملة.

الحيوانات المعدلة وراثيا تسبب مخاطر بيئية وغذائية :

حث فريق من خبراء أكاديمية العلوم الوطنية الأميركية على توخي أكبر قدر ممكن من

الحذر إزاء المخاطر التي تمثلها الحيوانات المعدلة وراثيا على الطبيعة والأغذية خصوصا في

ظل غياب دراسات معمقة عن الموضوع.

وقال رئيس الفريق جون فندربيرغ أستاذ علم الحيوانات في جامعة كارولاينا الشمالية في

تقرير نشر أمس بواشنطن "كما هو الحال بالنسبة لكل تقنية جديدة فإنه يستحيل القول

عمليا إنه لا يوجد أي داع للقلق. ففي بعض مجالات التكنولوجيا الحيوية الحيوانية وجدنا

بالفعل مصادر قلق مشروع".

ويشدد العلماء الـ 12 خصوصا على الخطر الذي يهدد البيئة والمتمثل بإدخال حيوانات معدلة

وراثيا عن طريق الخطأ في الطبيعة. وقال أستاذ البيولوجيا الجزيئية في جامعة تافتس

جون كوفين إن "شاغلنا الأكبر يتعلق بالأنواع كثيرة الحركة والمعروفة بأنها تتسبب

بأضرار كبيرة ولاسيما الحشرات والقشريات والأسماك والفئران والجرذان".

ولا يستبعد هؤلاء العلماء أن تتكاثر هذه الحيوانات المعدلة وراثيا, مثل سمك السلمون

السريع النمو, بشكل وافر لتنشر على نطاق واسع جينات معدلة وراثيا في المختبر أو

تتسبب بانقراض أنواع برية تسقط ضحية منافستها على الغذاء والتكاثر. فالحيوانات

المعدلة وراثيا تخلق عبر "تنشيط" أو "تعطيل نشاط" مورثة أو مورثات عدة من نوع مختلف،

مما يسمح بالتأثير على عوامل مختلفة مثل وتيرة النمو واللون والحجم أو حتى التكوين مثل

اللحم الأقل دسما أو الأكثر غنى بالبروتين والبيض الخالي من الكوليسترول والحليب

المحتوى على أدوية وغيرها.

ويلفت الخبراء الانتباه أيضا إلى المخاطر التي تهدد الإنسان مع إدخال هذه الأنواع

الحيوانية المعدلة وراثيا في الغذاء بسبب المخاطر غير المعروفة لاسيما ما يمكن أن تثيره

البروتينات المنتجة بواسطة المورثات من حساسية. أما بالنسبة للحيوانات المستنسخة أو

المنتجات المشتقة منها مثل الحليب البقري, فرغم أن لا شيء يدل في الوقت الحاضر على

أن استهلاكها يشكل خطرا على الصحة, فإن الخبراء يشددون على ضرورة توخي أكبر قدر

من الحذر نظرا لعدم وجود دراسات عن مدى سميتها.

وقد أنجز علماء من المجلس الوطني للأبحاث هذا التقرير بعنوان "التكنولوجيا الحيوية

الحيوانية: تحديد عوامل القلق العلمي" بطلب من إدارة مراقبة الأغذية والأدوية (إف دي أي)

التي تعد قانونا جديدا بشأن السلامة الصحية لمنتجات التكنولوجيا الحيوية الحيوانية.

أغذية الهندسة الوراثية تضعف الجهاز المناعي:

أكدت الأبحاث الطبية خطورة تناول الأغذية التي تدخل فيها عناصر مهندسة وراثياً على

الجهاز المناعي وأنسجة الجسم الداخلية . وفور إعلان نتائج هذه الأبحاث طالب 20 باحثاً

بالهيئات الصحية العالمية بإعادة النظر في هذه الأغذية خاصة بعد أن تمت تبرئة

البروفيسور " بورتاى " الأستاذ بجامعة كمبروج بإنجلترا من تهمة إعلان لنتائج أبحاث

علمية أثارت ضجة في الأوساط الطبية البريطانية فقد كشف عن أن تناول الفئران لبطاطا

منتجة بالهندسة الوراثية لمدة عشرة أيام أصابها بضعف في الجهاز المناعي وتلف في

الأعضاء الداخلية .

أيد هذه التحذيرات د . فين- الأستاذ بجامعة ليفربول – الذي أضاف أن الأغذية المهندسة

وراثياً تزيد فرصة الإصابة بالسرطان لدى الإنسان نتيجة ضعف الجهاز المناعي .

تؤكد احدث الإحصاءات أن 60 % من الأغذية المطروحة حالياً بالأسواق تدخل في تركيبها

عناصر مهندسة وراثياً خاصة زيوت الصويا المستوردة من الولايات المتحدة .

يذكر أن إدخال جينات إضافية إلى البنية الوراثية للنباتات يؤدي غلى إنتاج أنواع متعددة

وبكميات كبيرة من الأغذية وهو ما يسمى بهندسة الأغذية وراثياً ويتم إدخال هذه المورثات

على النباتات بواسطة الفيروسات .

انتهبوا.. الأغذية المعدلة وراثيا تغزو أسواقنا من مختلف الأصناف:

مدير عام المراقبة الصحية بالبلديات الاقليمية:

لا جدوى من منع استيراد هذه المنتجات والمستهلكون لهم الحرية في الشراء

مدرس مساعد بكلية العلوم بجامعة السلطان قابوس: الهندسة الوراثية سلاح ذو حدين

وعملية خلط الجينات تخيف الجميع.

العشرات من النباتات المعدلة يتم تقديمها على مائدة الطعام وتسبب آثارا جانبية

انتشرت في اسواقنا المحلية اصناف كثيرة من الاغذية المعدلة وراثيا التي اصبحت تستورد

على شكل اغذية تضم مختلف الاصناف كالخضراوات واللحوم او الاسماك وغيرها ولا تقتصر

بيع هذه الاغذية في اسواقنا فقط بل امتدت حتى الأسواق الاوروبية مصدر اكتشاف علم

الجينات ولا شك ان عملية خلط الجينات اصبحت الآن تخيف الجميع حيث اصبح المستهلك لا

يميز بين ما هو معدل وراثيا وما هو طبيعي وما مدى تأثيرها الصحي ويعتقد عدد كبير من

العلماء ان هذا القرن سيكون قرنا لعلوم الهندسة الوراثية نتيجة للتطورات الايجابية والسلبية

التي ستحدثها هذه العلوم والتي ستغير معالم حضارة الانسان في العالم وقد اصبح هذا

العلم سلاحا ذا حدين واصبحنا نحن كمستهلكين حقل تجارب لاكتشافات العلماء وكذلك

ضحية التجار الذين يطمحون للثراء السريع ولو على حساب ارواح البشر.

ان الاغذية المعدلة وراثيا انتشرت في كثير من اسواق دول العالم من بينها الولايات المتحدة

والدول الاوروبية. وقال: ان اللجنة رأت انه من الصعوبة ولا جدوى من عملية المنع في

استيراد هذه المنتجات طالما قد كتب على علب المواد الغذائية بان المنتج تم صناعته بواسطة

الهندسة الوراثية فى احدى مراحل انتاجه ولا شك بان عملية الكتابة توضح للمستهلكين الذين

اصبحوا مخيرين ان كانوا يرغبون في شراء المنتج ام لا ونحن بدورنا نشترط على الشركة

المصنعة بضرورة الكتابة على العلب ان كان قد استخدم الهندسة الوراثية في التصنيع.

ان المواد الغذائية المعدلة وراثيا تصل الى نحو 70% من اجمالي المواد الغذائية المتداولة على

مستوى العالم.

وعن الرأي العلمي لموضوع الاغذية المعدلة وراثيا قال الدكتور سيف بن ناصر البحري

اخصائي احياء مجهرية ومدرس مساعد بقسم الاحياء بكلية العلوم بجامعة السلطان قابوس

حيث قال: ان جميع الكائنات الحية تشترك في تركيبها البيولوجي سواء كانت كائنات

دقيقة كالفيروسات او البكتيريا او راقية كالنباتات او الحيوانات او حتى الانسان واساس

هذا التشابه يعود الى وجود جزيئات متخصصة تحمل المعلومات الوراثية اللازمة لخلق

وتكوين هذه الكائنات وتشكيلها خلال اطوار مختلفة من مراحل نموها وسلوكها والبيئة

التي تعيش فيها. هذه المعلومات الحيوية المعقدة تحمل على هذه الجزيئات المعروفة

بالاحماض النووية كالحامض النووي الديؤوكسيرايبوز (DNA) والتي تنقل المعلومات

الوراثية من الآباء الى الابناء عن طريق التكاثر مركب الـ DNA عبارة عن جزيء خيطي

طويل مقسم الى اجزاء تسمى الجينات حيث ان كل جيل متخصص بوظيفة معينة فبينما هناك

جينات تهتم بتركيب اجزاء الكائنات الحية هناك جينات اخرى تعمل على هدم المركبات

العضوية المعقدة واعادة تكوينها مرة ثانية حسب حاجة الخلية. فبعض الكائنات الحية

كالانسان شديدة التعقيد وتحتوي على عدد هائل من الجينات موزعة في عدة خيوط الـ DNA

البالغة في الطول والتي تلتف حول بعضها مكونة بما يسمى الكروموزمات.

وقال: الغريب في الامر ان المعلومات الوراثية كلها تحمل على اربع قواعد فقط من النيو

كليوتيدات داخل جزيء الـ DNA وان اختلاف تسلسل هذه القواعد هو الذي يعطي المعلومات

الوراثية المختلفة وهو الذي يحدد نوعية الكائن بان يكون بكتيريا او انسانا او غير ذلك. فما

دامت جميع الكائنات الحية تحتوي على جينات من الـ DNA فانه بالامكان قطع جين معين

(كجين انتاج مادة الانسولين المتواجد في خلايا الحيوانات الراقية والانسان) وزراعته في

خلية كائن بدائي كالبكتيريا وهذه البكتيريا تصبح قادرة على انتاج مادة الانسولين

بكميات اقتصادية وبكميات هائلة لاستعمالها طبيا لمعالجة مرضى داء السكر واضاف ان

عملية نقل الجينات بين الكائنات المختلفة تدعى بالهندسة الوراثية (Genetic

Engineering) وهو من علوم الحياة الحديثة العهد حيث بدأ يتطور بسرعة مذهلة منذ بداية

تطبيقيه في اواسط السبعينيات وقد ساهم هذا العلم كثيرا في تطوير علوم الحياة المختلفة

وخاصة علم التقنيات الحيوية (Biotechnology) المهتمة باستغلال الكائنات الحية

المختلفة سواء باستعمال خلاياها او باستخلاص بعض مركباتها ومكوناتها للاستهلاك

البشري وسواء كانت هذه الكائنات معدلة بالهندسة الوراثية ام غير معدلة.

مشيرا الى ان اسباب الكثير من المشاكل البيئية الحالية وقلة المحاصيل الزراعية واستنزاف

المصادر الطبيعية تعود الى النمو المطرد للسكان في العالم مؤكدا ان هذه المشاكل يمكن

حلها باستخدام الهندسة الوراثية والتقنيات الحيوية. فبالرغم من ان التقنيات الحيوية بدأت

منذ فجر التاريخ باستغلال الكائنات الحية لانتاج مركبات مختلفة الا ان الهندسة الوراثية:

لعبت دورا مهما في تعديل وتحسين التقنيات الحيوية حتى اصبح من الصعب ذكر احداهما

دون الاخرى والحقيقة فان معظم المشاكل الصحية والبيئية والزراعية الحديثة ستكون حلها

باستخدام الهندسة الوراثية والتقنيات الحيوية.

واضاف هناك الكثير من مشاكل التلوث والتي يجد العلماء صعوبات شديدة للتخلص منها

بالرغم من وجود كائنات دقيقة التي تقوم طبيعيا بتحلل المخلفات العضوية التقليدية فعلى

سبيل المثال للقضاء على التلوث الناجم بعد انفجار آبار البترول من جراء حرب الخليج ثم

تطبيق نوع من معين من التقنيات الحيوية المعروفة بالمعالجة البيولوجية (

Bioremediation) حيث استعملت الكائنات الدقيقة لهذا الغرض ولكن هناك انواع كثيرة

من المخلفات الحديثة كمادة البلاستيك والتي لا تستطيع هذه الكئانات التخلص منها فمن

هذا المنطلق بدأ العلماء بتطويرها لتصبح اكثر فاعلية وذات قدرات لم تكن تملكها سابقا

للتخلص من انواع مختلفة من المخلفات الخطرة.

وعن ايجابيات الهندسة الوراثية للبيئة قال الدكتور سيف البحري: ان من ايجابيات الهندسة

الوراثية للبيئة هي حماية الكائنات المنقرضة فهناك العشرات من الكائنات تنقرض يوميا

على وجه الارض خاصة في مناطق الغابات المطيرة. وباستخدام هذه العلوم فانه بالامكان

حماية هذه الكائنات من الانقراض وتشير بعض التجارب بامكانية استرجاع كائنات

منقرضة باستخدام تقنيات الاستنساخ اذا كانت لدينا خلايا محفوظة ولم يقتصر دور التقنيات

الحيوية والهندسة الوراثية في مجال البيئة وانما امتد الى علوم الطب والزراعة فقد انتجت

الكثير من المواد الحيوية المختلفة كالمضادات الحيوية اما لغرض العلاج او وقاية الدواجن

وتسمينها لكي يكون لها اقبال من المستهلك ففي المجال الطبي تم صنع وتعديل التطعيمات

بحيث تكون خالية من أي آثار جانبية للانسان والناجمة من التطعيمات المستخدمة تقليديا

وقد تم اخيرا تطوير بعض التطعيمات لتحمي الانسان من عدة امراض في آن واحد.. حيث

كان حتى في وقت قريب يستحيل علاج الامراض الوراثية كالكريات المنجلية المنتشرة في

السلطنة حتى ظهرت قريبا طريقة جديدة المعروفة بالعلاج الجيني لعلاج بعض من الامراض

المستعصية وباكتمال مشروع الجينات البشرية العالمية سيكون من السهل الوقاية وعلاج

الكثير من الامراض بطرق مبتكرة.. وهناك بحوث في الهندسة الوراثية والاستنساخ تعمل

على تطوير الحيوانات لتكوين اعضاء كالقلب والكلى لزراعتها في الانسان عند الحاجة.

وقال: لقد شهد العالم الكثير من المجاعات كتلك التي اجتاحت الصومال والحبشة نظرا

لزيادة كبيرة في عدد سكان العالم ونقص المواد الغذائية والحروب وكثرة الآفات التي تفتك

بالمحاصيل الزراعية وقد فكر العلماء بتحسين المحاصيل الزراعية لتكوين نباتات مقاومة

للآفات وذلك لزيادة الكفاءة الانتاجية للمواد الغذائية لمواكبة وسد احتياجات السكان اذ

لعبت الهندسة الوراثية دورا بارزا في هذا المجال وطورت بعضا من هذه النباتات وبالاخص

تلك التي تقاوم الامراض وكان الهدف من ذلك هو التقليل من استعمال المبيدات الكيميائية

الخطرة التي تلوث البيئة وتقضي عشوائيا على الكائنات الضارة والمفيدة على حد سواء

وتسبب اخطارا بالغة للانسان.

وقال: بالرغم من هذه الايجابيات الا ان الهندسة الوراثية كأي علم آخر عبارة عن سلاح

ذي حدين وعلينا ان نتوخى الحذر الشديد وان نقوم بدراسات وافية مغطية جميع النواحي قبل

الاقدام بهذا النوع من التجارب فتفاعل الجينات في الخلية الحية هو بالغ التعقيد وعملية خلط

الجينات بين الكائنات المختلفة هي اشبه بشخص يدخل يديه في حفرة مظلمة ولا يعلم

محتواها فالله سبحانه وتعالى خلقنا واحسن في خلقه بحيث وضع ضوابط لمنع اختلاط

الجينات عشوائيا حتى بين كائنات الجنس الواحد وذلك لحمايتها والحفاظ عليها بحيث لا

يحدث هناك اضطراب او خلل.

فمن الصعب نقل جينات كائن من فصيلة معينة بالتزاوج الطبيعي الى كائنات من الفصائل

الاخرى لان التزاوج لا يحدث الا بين الكائنات من نوع واحد. وعلى سبيل المثال فالبغل

حيوان عقيم نتيجة للتزاوج بين الحمار والحصان وقد تجاوزت الهندسة الوراثية هذه العوائق

الطبيعية واستطاع العلماء بنقل الجينات بين الكائنات المختلفة كتلك بين الانسان والبكتيريا

او بين الحيوان والنبات وانتجت كائنات جديدة وكأنها من الافلام الخيالية فقد تم زرع جين

من الحشرات المضيئة ليلا الى نبات التبغ واصبحت هذه النبتة تضيء ليلا. وان كان الهدف هو

علمي لعلاج بعض من امراض الذاكرة فقد قام بعض العلماء قبل عامين بعزل جينات الذكاء

في الانسان وزرعها في الفئران واصبحت هذه الفئران ذكية وربما لا تنقصها الا النطق!!

ومن جراء هذه التجارب ايضا توصل بعض العلماء الى طرق جديدة حيث تم التحام خليتين من

كائنين مختلفين كالبطاطا والطماطم وتكونت نبتة جديدة سميت بالـ Topeto حيث انها

تنتج ثمار البطاطا والطماطم وبقيت الكثير من هذه التجارب في المختبرات العلمية الا ان

بعضا من العلماء والشركات التجارية الكبيرة والتي لا يهمها الا الربح السريع قامت باطلاق

الكائنات المعدلة وراثيا الى البيئة وقد يبدأ العالم من جراء هذا يواجه مشاكل عديدة.

وقال: ان معظم الدول تحمي حدودها من استيراد نباتات او حيوانات عشوائيا من بيئات

اخرى من العالم وذلك خوفا من احتلال هذه الكائنات المستوردة للبيئات المحلية واحداثها

اضرارا غير متوقعة فمثلا ما زالت استراليا تعاني معاناة شديدة بسبب توطينها للارانب

حيث انها لم تكن متواجدة في هذه القارة واصبحت الآن آفة تشكل اخطارا جسيمة على

الاراضي الزراعية وفي هذه الايام تنشر وسائل الاعلام مأساة مرض جنون البقر التي

صنعها اطماع بعض من المؤسسات التي تجري وراء الربح السريع والآن الكل يدفع الثمن!!

وما زلنا في دوامة هذه الكوارث وبدأنا في مغامرات اخرى اشد غموضا وذلك بالتلاعب

على البنية الاساسية للمخلوقات الحية الا وهي الجينات وقال: بالرغم من اكتشاف

المضادات الحيوية (Antibiotics) واستعمالها تجاريا بعد الحرب العالمية الثانية للقضاء

على الكثير من الامراض المعدية الا ان سوء استعمال هذه المركبات ادى الى تكوين بكتيريا

مقاومة للمضادات الحيوية فقد عزل مؤخرا في اليابان نوع من البكتيريا مقاومة لـ(99)

مضادا حيويا والآن يصعب كبح جماح هذا النوع من البكتيريا وللتأكد بان الجين المراد نقله

الى الكائن الجديد كبكتيريا فانه يتم استخدام مؤشرات خاصة عادة تكون جينات منتجة

للمضادات الحيوية وبذلك يكون الكائن الجديد المعدل جينيا مقاوما للمضاد الحيوي وبذلك

نكون قد ساهمنا في خلق بكتيريات مقاومة للمضادات الحيوية اذا اطلقت هذه الكائنات الى

البيئة وهذه الطريقة ايضا تستخدم لانتاج نباتات مقاومة للآفات الزراعية فبالاضافة الى هذا

الجين المؤشر، قد يضاف جين آخر لاعطاء الصفة المرغوبة للنبتة المعدلة او لانتاج مركب

معين ذي جدوى اقتصادية وفي الحقيقة قد تنتهي هذه النبتة المعدلة على مائدة الطعام

للشخص المصاب بالحساسية للمضاد الحيوي او للمركب الجديد وقد يؤدي هذا الى فقدان

حياته او الاصابة بعاهة مزمنة. فماذا اذا كانت بعض من هذه المركبات وبالذات السامة

منها التي تقاوم الآفات مسببة للامراض السرطانية او التسممات الخطيرة؟ وهذا فعلا ما

حدث في السنة الماضية في الولايات المتحدة الاميركية وتوفي في هذه الحادثة ستة

اشخاص وتسمم ثلاثون آخرون وقال: ان عملية خلط الجينات اصبحت الآن تخيف الجميع

بحيث اصبح المستهلك لا يستطيع ان يميز بين ما هو معدل وراثيا وما هو طبيعي فهناك

العشرات من هذه النباتات المعدلة يتم تقديمها يوميا على مائدة الطعام وقد تسبب آثارا

جانبية شتى وقد اصبحت الكثير من الشركات المنتجة للاغذية تسعى وراء الاراضي الزراعية

الخالية من النباتات المعدلة وراثيا.

واضاف ان ربع الاراضي الزراعية في الولايات المتحدة الاميركية مزروعة بالنباتات المعدلة

وراثيا فقد قامت بعض من الشركات المنتجة للنباتات المعدلة وراثيا باقناع المزارعين

بقدرة هذه النباتات على مقاومة الآفات الزراعية وقد سر الكثير منهم في بداية الامر وذلك

لقلة المبيدات الكيميائية التي كانت تستخدم ولزيادة الربح من جراء ذلك وفوجىء الكثيرون

بهذا الحل المؤقت، فبعد سنوات قليلة تطورت الآفات واصبحت اكثر مقاومة وعاد المزارعون

باستخدام المبيدات الغالية الثمن والاكثر سمية والمسببة لاضرار خطيرة على البيئة وعلى

صحة الانسان والامر لم يتوقف عند هذا الحد، فالكائنات المعدلة اصبحت اقوى من قريناتها

وبدأت تغزو الاراضي الزراعية الاخرى والغابات الاقتصادية واصبحت الآن تنشر حبوب

لقاحها التي تحمل الجينات الجديدة الى الكائنات الاخرى وبدأت تشكل اخطارا وآفاتا

زراعية وقد زاد الامر سوءا حيث نواجه الآن نوعا جديدا من التلوث هو التلوث الجيني الذي

يصعب التكهن من اخطاره ويعتقد بانه اخطر من التلوث الكيميائي او الاشعاعي حيث انه

بالامكان منع انشار وازالة هذا النوع من التلوث ولكن يستحيل وقف التلوث الجيني فطبيعة

الكائنات الحية هي الصراع من اجل البقاء والتكاثر والانتشار الى البيئات الجديدة وقد

تصبح الكائنات المعدلة اخطر آفة صنعها الانسان وقال: علينا ان نوازن بين الايجابيات

والسبيات من هذه العلوم الجديدة التي ستغير مجرى حياة الانسانية على وجه الارض وهل

ستظهر هناك كائنات جديدة ذكية واكثر تطورا لم يسبق وجودها على وجه الارض؟ فبعض

من العلماء يفكرون بانتقاء الجنس البشري وتطوير انسان ذي قدرات خارقة. فماذا سيحدث

اذا كان لهذا الانسان لديه ميول اجرامية؟ وما هي الاخطار التي سنواجهها من تلوث جيني

وهل سنبتكر وسائل علمية جديدة تهتم بالفحوصات المختبرية المبكرة والمتخصصة للكشف

عن الاغذية الملوثة جينيا وايجاد الحلول لهذا النوع من التلوث؟ كل هذه التساؤلات تجري في

اذهان الكثيرين منا وقال: ان معرفة ما يجري ومواكبة التطورات الجديدة في هذا المجال

هي شأن الجميع لكي يتسنى لنا اتخاذ القرارات الصائبة وهذا لن يتأتى الا بالتعليم السليم

لاجيال المستقبل ولقد اصبحت هذه العلوم الاكثر طلبية الآن في الكثير من الدول الغربية

والدول الصناعية كما تشير بعض الاحصائيات التي اجريت في الولايات المتحدة الاميركية

في سنة 1997م.

منقول للافادة 
محمد حسان

1 comment:

  1. مقال جيد وسهل شكرا لهذا العرض الميز

    ReplyDelete